اخبار عربية وعالميةاسليدرمقالات واراء

حوار مع تركيّ حول أردوغان

احجز مساحتك الاعلانية

بقلم : رضا يوسف أحمودى

اعداد : عادل شلبى

برأيكم المجتمع التركي جاهز للحرب ام للتسوية ؟

لا أبالغ اذا قلت لك ان تركيا بلد محتل … إتفاقيات الحرب العالميه الاولى والحرب العالميّة الثانيه جعلت من تركيا بلد وظيفي مثل “اسرائيل” مهمتها ان تكون خط الدفاع الاول ضد الاتحاد السوفييتي أيّام الحرب الباردة …

كان بقاعدة انجرليك أكثر من 150 رأس نووي وصواريخ “جوبيتر” العابرة للقارات والموجّهة للاراضي السوفيتيه مع مراكز تنصّت تابعه للسي آي ايه وطائرات تجسس تي يو يلي تقوم بطلعات يوميا من قواعدها فى تركيا .

بعد انتهاء الحرب البارده تغيرت وظيفة تركيا لتصبح دوله دينيّة ماصّة للإسلام السّياسي وقائدة له حتى تكون غطاءا شرعيّا إسلاميّا للدّوله الدينيه اليهوديّه .

بعد قدوم أوردغان ماذا تغيّر؟
أودوغان كان كارثه على الغرب ليس لأنه ضد الغرب بل لأنه حامل لعقليّة السّلطان الحالم بعودة الدّولة العثمانيّة .

أخذ قرارات إعتقد أنها لصالح تركيا داخليّا وخارجيّا لكنّها فى العمق تضرب المخطّط الغربي .

رفض أوردوغان نشر نظام الدّرع الصاروخى الأمريكى على أراضيه والموجّهة الى قواعد الصّواريخ الروسيّة قبل إنطلاقها وفاءا منه لتكتيك الإبتزاز فى سياسته الدّوليّة وليظهر أمام شعبه بأنّه صاحب قرار مستقل.

أوردوغان يصبح جزء مهم ولاعب أساسيّ فى الحروب السريّة فى الشّرق الأوسط وشرق وغرب آسيا.

حاول الغرب تنفيذ إنقلاب ضدّه لكن روسيا تتدخّل وتنقذه فى اللّحظات الأخيرة …

حينها إرتمى أوردغان فى حضن بوتين الذى استطاع إيقاف انتصاب نظام الدّرع الصّاروخى .

بوتين ذهب الى أكثر من ذلك ولم يعارض أوردوغان فى أن يكون سيّد الإسلام السّياسي فى المنطقة بل لم يبد أي امتعاض مباشر من أحلام الرئيس التركى العثمانيّة لغاية فى نفسه سنشرحها لاحقا.

شعور العظمة عند أوردوغان جعلت أمريكا تضايقه وتهدّده بالاكراد … روسيا تردّ وتمنحه عفرين والمنطقة الآمنة شرق الفرات .

الروس يصلون بأوردوغان الى مرحلة طلب شراء صواريخ الأس 400 … هذه الصّفقة جعلت الغرب يصنّف أوردوغان كعدوّ وجب التخلّص منه بكلّ الطّرق لان صاروخ إس400 مبرمج ليكون مضادا للطائرات الغربيّة بكلّ ما فيه من تعقيدات إلكترونيّة متطوّرة جدّا .

الروس يصبح لهم قاعدة بتركيا دون الإنتصاب على الأرض… مبادلات تجاريّة فاقت ال100 مليار دولار … مع وعد بمفاعلات نوويّة .

الروس ينجحون فى صفقة الخداع.
الى أين تسير الأمور الآن بعد المستجدّات الأخيرة؟

أردوغان لن يحارب روسيا تحت أيّ بند من البنود لأن المواجهة المباشرة مع الروس ستسقطه داخليّا … والجيش التركي فاقد للدّعم التّكنولوجى من النّاتو لأن الرّئيس صار خارج الخطّ الوظيفى المطلوب منه.

ماذا يمكن أن تتوقّع من جيش يظلّ على الحياد فى ذروة الصراع الأمريكى الإيرانى وفى نفس الوقت يطلب الدّعم من أمريكا فى إدلب ؟

أوردوغان يلعب على حبال حامية ويعطى تصريحات ناريّة وهو يعلم أنه متّفق مع الروس فى سوتشى على ضرورة سحب المسلّحين من شمال سوريا.

لكن لماذا كل هذا الصخب الميداني والإعلامي على أشياء متّفق عليها بسوتشي؟

أوردوغان يريد أن يفهم الغرب ان قضية اللاّجئين مسؤول عنها الروس والجيش السوري … وبذلك يصبح من واجبهم إمّا مواجهة الروس أو مساعدته فى موضوع اللاّجئين أو أنه يفتح حدوده لأبواب الهجرة السريّة بحرا وبرّا … حينها يتزعزع الأمن الأوروبى .

تحرّكت على الفور ألمانيا وفرنسا وعرضا مبادرة حلّ تجنّبا لتبعات أمنيّة خطيرة قد تتعرّض لها أوروبا.

ماذا عن الوساطة الإيرانيّة الأخيرة؟
الوساطه الايرانيه مرفوضه امريكيا وهي فى جزء منها محاولة إيرانية لإظهار دورها فى المنطقة لأمريكا.
وعن ردّة فعل الروس؟

الروس دارسين جيّدا لمناورات أوردوغان لذلك لم يردّوا عليه … رفضوا مشروع وقف اطلاق النار بمجلس الامن …. العمليّة العسكريّة النوعيّة التى قام بها الروس ضدّ الرّتل التركى كانت مدروسة وموجّهة للدّاخل ولأمريكا .

فداخليّا أوردوغان محرج من موقعه كسلطان عثمانى وجب عليه الرّد … طار الى أوكرانيا وتحدّث عن القرم .

وجّه رسالة خفيّة الى الأمريكان مفادها أنه قد يخطط لحرب إستنزاف ضدّ الروس مشابهة لما وقع لهم فى افغانستان.

وماذا عن مصير أوردوغان؟
الرجل يحمل نفسية الحرامي ….والمقامر …والسلطان ….والاراكوز …المهم بالنسبه له انه يظل على المسرح … ولكنه ليس أكثر من فقاعة صابون صارت لعبة ينفخها بوتين فى الهواء .

وتذكروا كلماتي : الامريكيون سيتخلصون منه فى أقرب فرصه.

موقف شخصي :
أوردغان ذهب ضحيّة عدد من العرب زجّوا به وبأكثر من 200 ألف شاب (مغاربى وآسيوى خاصّة) فى محرقة لم تجنى منها الأمّة سوى القتل والخراب والتشريد وإيقاظ لفتنة لعن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم موقظها .

الشعب التركى الذكي والعامل يقيّم رئيسه حسب قيمة الليرة مقارنة بالدولار.

غياب الفكر الاستراتيجى الصائب الذى لا يقف عند حدود المستقبل القريب تسبّب فى استنزاف وهدر مالى وبشرى لأمّة تعانى من غياب قادة بناء وحضور لقادة هدم.

السياسة بلا خبرة وحنكة تخبّط فى القرار والتقييم.

رحم اللّه ضحايا الغباء السّياسي .

رئيس التحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى